مطرقة جيوفيزيائيّة عالميّة) تضرب الصواريخ والكائنات والغلاف الجوي!
في ولاية آلاسكا، يعمل برنامج عسكري شديد السرّية، هو بقية «حرب النجوم» التي أوقف الكونغرس تمويلها عام 1995، يقوم بتركيز الطاقة بمليارات الوحدات الكهربائية وله تأثيرات كارثية على المناخ والكائنات وأعصاب البشر
نيويورك ـ نزار عبود
منذ زلزال هايتي المفجع، لم تتوقف نظريات المؤامرة التي تُعزي أسبابه إلى ما تقوم به الولايات المتحدة في محطة جوية ـــــ بحرية أقامتها في ولاية آلاسكا تعمل بكتمان شديد منذ أواخر القرن الماضي. المحطة تُنجز «برنامج الأبحاث الشفقية النشطة العالية الذبذبة» الذي يُعرف بـ«هارب».
وتعمل هذه المحطة سرّاً حتى عن أعضاء الكونغرس، وهو ما أثار قلقاً روسياً تفاقم في آب 2002 حين أصدر مجلس الدوما بياناً تضمن تحذيراً يقول: «تقوم الولايات المتحدة ببناء سلاح جيوفيزيائي متكامل جديد من شأنه التأثير على مناخ الأرض القريب بواسطة موجات راديو عالية الذبذبة. وتكمن أهمية هذه القفزة العلمية النوعية في كونها تقارن بالنقلة من الفولاذ البارد إلى الأسلحة البارودية، أو من الأسلحة التقليدية إلى الأسلحة النووية».
وتعود نظريات البرنامج في طورها الأولي إلى العالم نيكولا تيسلار في مطلع القرن العشرين. ويقول أحد الخبراء المنتقدين للبرنامج، الأميركي جيم روترينغ، إن صاحب براءة اختراع «هارب» يدعى برنارد إيستلند، سجله تحت الرقم 4686605، ويصفه بأنه قادر على «إحداث تعطيل كامل في كل أشكال الاتصالات ضمن مساحة هائلة من الأرض، وتدمير صواريخ وطائرات وحرقها، وإحداث تغيير في المناخ بامتصاص الأشعة الشمسية، وتغيير تركيبة الغلاف الجوي».
ورأى روترينغ أن هذا أصدق وصف للبرنامج من فم صاحبه.
وبدأ سلاحا الطيران والبحرية الأميركيان تطبيق البرنامج عام 1987 تحت نظام سرية الأمن القومي. واشترت شركة «إي سيستمز» الحربية الأميركية براءة تيسلار. ويصف العالم الفيزيائي الأميركي نيكولاس بيغيج «هارب» بـ«مطرقة جيوفيزيائية عالمية»، في ردٍّ على ما يدّعيه المسؤولون عن المحطة بأنها مجرد مركز لأبحاث الغلاف الأيوني الذي يمثّل درع الأرض من الأشعة ما فوق البنفسجية.
❞مسؤول عن الفيضانات وحالات القحط والأعاصير والعواصف الرعدية والزلازل المدمرة❝ويتكون «هارب» من مزرعة كبيرة من الأعمدة المعدنية المتصلة بشبكة من الأسلاك والهوائيات.
وهذه الأعمدة قادرة على تركيز الطاقة بمليارات الوحدات من القوة الكهربائية، وقصف فجوة في الدرع الأيونية على بعد 150 ميلاً فوق سطح الأرض. ومن شأن أي تغيير في الطبقة الأيونية أن يؤدي إلى تسلل أشعة الشمس بما في ذلك الرياح الشمسية المهلكة. كذلك يؤدي ثقب الغلاف الأيوني إلى تسخين منطقة بقطر يصل إلى 30 كليومتراً وتحويلها إلى درع شديدة الحرارة من البلازما قادرة على اعتراض الصواريخ وتدميرها، إلى جانب تعطيل الاتصالات من أماكن نائية.
لكن هذه الفجوة في الغلاف الأيوني تسبب كوارث على الأرض وتلحق ضرراً فادحاً بالمناخ والكائنات. وتؤدي إلى إحداث تغيير في مجرى التيارات البحرية والرياح، فضلاً عن التأثيرات الفيزيولوجية المباشرة على قشرة الأرض. ويقول علماء إن تأثيراتها تصل إلى الأجهزة العصبية لدى البشر من خلال موجات كهرو مغناطيسية لا يمكن اعتراضها.
ومخاطر المشروع تتخطى كل ذلك لتصل إلى إحداث زلازل، وقد تؤدي إلى تدمير كوكب الأرض برمته. وتتحدث كتابات برنامج «هارب» نفسها عن أن الطاقة المسلطة منه «يمكن أن تتضاعف آلاف المرات في أماكن بعيدة قد تقع في النصف الآخر من الكرة الأرضية».
وفي مقارنة مع التجارب النووية خلال القرن الماضي، فإن قصف الغلاف الأيوني يمثّل نقلة نوعية في الاختراعات الحربية، فيما يرى البعض هذا البرنامج نذيراً بنهاية الكوكب بسبب الاستهانة بتجاربه.
وفي كتابه الشهير «الألفية الضائعة»، يصف العالم وولتر ريتشون نهاية الأرض بالقول: «بدأ الحدث بقرعة شمسية أو صعقة كوكبية تتحول إلى ارتفاع في الحرارة عند القطب، حيث الحقل المغناطيسي عمودي عاجز عن التصدي لها أو تبديدها، فيحدث انهيار. تصبّ طاقة، بقوة تريليون وحدة كهربائية في الثانية، غضبها على السدادة الجليدية القطبية منذ الصعقة الأولى. وحالما تفرغ تلك الشحنة، يعاد شحن الغلاف الأيوني بالطاقة من الأتون الشمسي. وتتحول الصعقة الأولى إلى شفق هائل يتفجر على شكل طاقة متدفقة بزخم ثابت من تلك الصعقة. تفور آلاف الكيلومترات المربعة من الجليد، وتغلي تحت نور لم يبصر الخلق مثيلاً له من قبل. يخرج محرك الأرض الكهربائي عن نظامه ويدور بسرعة منفلتة تؤدي إلى تفجّر الأرض تحت وطأة حركتها الطردية المركزية الجامحة».
عندما وُظفت هذه التقنيات ضمن طاقة محدودة في مضمار التنقيب عن المعادن في باطن الأرض في أوائل التسعينيات أعطت نتائج مؤكدة بنسبة 100 في المئة. كانت الأصوات المرتدة دقيقة في الكشف عن مكامن النفط والغاز. وبزيادة الطاقة الكهرومغناطيسية المسلطة قليلاً في إحدى التجارب قبالة الساحل الغربي للولايات المتحدة، حدث زلزال في منتصف التسعينيات بقوة 4.5 على مقياس ريختير.
ويقول عالم الكمبيوتر دافيد نايديتش إن برنامج «هارب» مسؤول عن وقوع كوارث عديدة تشمل الفيضانات وحالات القحط والأعاصير والعواصف الرعدية والزلازل المدمرة كتلك التي وقعت في أفغانستان والفيليبين وقبلهما في تركيا في نهاية التسعينيات، ويحمّله أيضاً مسؤولية انقطاع التيار الكهربائي عن مدن أميركية وسقوط طائرة «تي دبليو إيه» في الرحلة 800، والتسبب بعارض حرب الخليج الذي أعقب حرب الكويت. وذهب إلى أبعد من ذلك، في تحميل البرنامج المسؤولية عن حالات «الجنون التي يعيشها الأميركيون وتؤدي إلى تحولهم إلى وحوش مسلحة كاسرة».
وربط آخرون في الدنمارك بين زيادة عدد الزلازل في القطب الشمالي إلى 200 خلال 7 أشهر ونشاط غير عادي في محطة «هارب» في أواخر التسعينيات. كذلك ربط خبراء عسكريون روس هبوط محصول الخشخاش في أفغانستان بتطبيق سفير الولايات المتحدة في كابول وليم وود نتائج أبحاث مناخية قادرة على الحد من نمو محاصيل مستهدفة.
وسواء كانت جميع هذه المزاعم صحيحة أو مبالغاً فيها، فالمؤكد أن أبحاث «هارب» ليست متاحة للأكاديميين أو للفضولين الإعلاميين.